إن " من
مكايد عدو الله ومصايده، التي كاد بها من قل نصيبه من العلم والدين والعقل، وصاد
بها قلوب الجاهلين والمبطلين ، سماع الغناء والموسيقى المحرمة ، الذي يصد القلوب عن
القرآن ، ويجعلها عاكفة على الفسوق
والعصيان .
فالغناء كتاب الشيطان، والحجاب عن الرحمن، ورسول اللواط والزنا، وبه
ينال الفاسق من معشوقة غاية المُنى، وأسوق لك – أخي - كلامٌ يجلي الصدور ويكشف ما
وراء الستائر، ويحقّ به الحق على من ادعى لشيخ الإسلام ابن القيم الجوزية – رحمه
الله - إذ يقول ( الغناء جاسوس القلوب، وسارق المروءة، وسوسُ العقل، يتغلغل في
مكامن القلوب، ويدبّ الى محل التخييل فيثير ما فيه من الهوى والشهوة والسخافة
والحماقة، فبينما ترى الرجل وعليه سِمة الوقار وبها العقل وبهجة الإيمان ووقار
الإسلام وحلاوة القرآن، فإذا سمع الغناء ومال إليه نقص عقله، وقلّ حياؤه وذهبت
مروءته وفارقه بهاؤه وتخلى عنه وقاره وفرح به شيطانه ، وشكا الى الله إيمانه، وثقُل
عليه قرآنه ... ثم قال:
لكنّــه إطراقُ ساهٍ لاهي
|
تُليَ الكتاب فأطرقوا لا خيفةً
|
والله ما رقصوا لأجل الله[1]
|
وأتى الغناءُ فكالحمير
تناهقوا
|
ودعْ عنك
أدلة التحريم ؛ فهي كثيرة لا مجال لتعدادها ولك منها
:
1)
يقول تعالى: ( ومن الناس
من يشتري لهو الحديث ليضلّ به عن سبيل الله بغير علم )[2].
يقول الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود في تفسير قوله تعالى ( والله الذي لا إله
إلا هو إنه الغناء، وأقسم على ذلك ثلاث مرات، وأيّده في ذلك ابن عباس وابن عمر رضي
الله عنهم جميعاً، وكذلك اتفق العلماء..
2)
يقول تعالى مخاطباً الشيطان : ( واستفززْ من
استطع منهم بصوتك )[3]قال
علماؤنا الأفاضل ـ ومنهم ابن كثير والقرطبي وغيرهم ـ أن المراد بصوت الشيطان الغناء
والمزامير.
3)
يقول تعالى: ( أفَمِن هذا الحديث تضحكون ولا
تبكون وأنتم سامدون )[4]
فالمعروف أن القرآن الكريم نزل بلُغات العرب، ولغات العرب متعددة، ومن ذلك ( السمود
) بلغة حِمْيَر ... قال الإمام القرطبي
والشوكاني وابن الأعرابي، وكذلك أخرج الإمام البيهقي عن ابن عباس رضي الله عنهما في
قوله تعالى ( وأنتم سامدون ) أنه الغناء
بالحِمْيَرِيّة.
4)
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من جلس
الى قِينةٍ صُبَّ في أُذنيه الآنِك يوم القيامة ) والآنِك هو الرصاص
المُذاب.
5)
عن أنس رضي الله عنه أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (صوتان ملعونان في الدنيا والآخرة ؛ مزمار عند
نغمة (وفي لفظ عند نعمة) ورنّة عند مصيبة ). رواه البيهقي والبزار وأشار لصحته في
الجامع الصغير.
6)
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال : ( الغناء يُنبت النفاق في القلب كما يُنبت الماء البقل ). رواه البيهقي وابن
أبي الدنيا وأبو داود.
7)
هذا جزءٌ من كل وقلّةٌ من
كثرة ، وحاشا لقول الله ورسوله أن يُريدا شاهداً يصدق قولهما، ولمعرفتي أن بعض
شبابنا هاجراً لكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، سائلاً المولى أن يهديهم
، سأسرد لهم أقوال الأئمة الأربعة – رضي
الله عنهم - في الغناء :
v
مذهب الحنفيّة : سماع
الغناء فسق، والتلذذ به كفر، وهو حرام في جميع الأديان، وكيف يبيح الله ما يُقوّي
النفاق ويدعو الى الرذيلة والفاحشة.
v
مذهب المالكية : سُئل
الإمام مالك عن الغناء فقال : إذا جِيء بالحق والباطل يوم القيامة ففي أيهما يكون
الغناء ؟! فقال السائل: في الباطل. قال الإمام مالك: والباطل في الجنة أم في النار
؟! قال السائل: في النار! قال الإمام: إذهب فقد أفتيتَ نفسك
.
v
مذهب الشافعية : من استمع
الى الغناء فهو سفيهٌ تُردّ شهادته !!
v
المذهب الحنبلي: يقول
الإمام أحمد أنه يُنبت النفاق في القلب.. والغناء باطل؛ والباطل في النار.[5]
فيا مَن
تسمعون الحرام ... أما تكفيكم هذه الأدلة الموجزة في تحريم الغناء ، والتفصيل يطول
؟! فلماذا هذا العناد والإصرار .. إن الله خلق لكم السمع لتسمعوا ما ينفعكم وما
يرضاه ... وليس ما يضركم ويغضبه
...
وحيارى في متاهات
اللعب
|
أكثر الناس سكارى
بالطرب
|
ونهارٌ فـي حـطام
ونشب
|
ليلهم سـهوٌ ونـوم
جـاثمٌ
|
وعلى اللذات كالليث
الهرب
|
فهم أكسل شيء فـي
التقى
|
ولـهم مـنه حـياة
وأدب
|
مـا كان الوحي يتلى
بينهم
|
فيا من
استهوته الأغاني حيرانا ، ألا تشعر بالحرج والخذلان حينما تقول: أحفظُ جميع الأغاني
الهابطة .. ولا أملكُ المقدرة والوقت الكافي لحفظ بعض أجزاء من القرآن الكريم ..
بئس الشاب أنت حينئذٍ ..
اتـقِِ الله الـــذي عـز وجل
|
أيها الـلاهي عـن عـز وجل
|
اعتزل ذكـــر الأغاني والغزل
|
واستمـع قولاً به ضُرب المثل
|
ذهب المـتــاع والإثـم حل
|
وقل الفـصل وجانب من
هزل
|
فلعمرُك " كم من حُرةٍ صارت بالغناء من البغايا . وكم من حُرٍّ أصبح به
عبداً للصبايا . وكم من غيورٍ تبدل به اسماً قبيحاً بين البرايا . وكم من ذي غنىً
أصبح بسببه على الأرض بعد الحشايا . وكم من معافىً تعرض له فأمسى وقد حلّت به أنواع
البلايا . وكم خبّأ لأهله من الرزايا - فافهم رحمك الله وهداك - واعلمْ أن أمامك
يوماً عظيماً ، فيه نعيم مقيم ، أو عذاب أليم ، وأمور هائلات لن تنفعك معها الأفلام
والشهوات وصوت الأوتار والأغنيات .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اترك رايك