مدونة ابواب الخير ترحب بكم

01‏/09‏/2013

الدرة السابعة عشر الإعلام بين خيانة النقل واحباط الأمل

ومن آثار خيانة النقل ظهور أنواع الانحرافات في صفوف الشباب بسبب مشاهدة فيلم أو تمثيلية ؛ حيث أن المادة المقدمة لا تميز بين جرائم القتل و الاغتصاب و السرقة و المخدرات ،وبين المواد القليلة المتصلة بالنواحي العلمية . كما أن الصلة مفقودة بين أجهزة الإعلام و التربية .
وبالطبع ستكون أحلام الشباب متناسبة مع أفكارهم الجديدة وأقصى ما يتمنوه الآن أن يكونوا مثل من يقتدون بهم ، فلو سألت شاباً عن أحلامه وطموحاته لن يكون غريباً أن تكون اجابته : أتمنى أن يصبح مثل ( ذلك المغني الساقط ، أو الممثل الفاجر ، أو ...) بل ، حتى الشخصيات التاريخية الواجب الاقتداء بها في نظره أصبحت شخصيات كافرة أو فاسقة ، أمثال : بونابرت ، تشرشل ، هتلر ... وغيرهم ممن كانوا ألدّ أعداء الاسلام والمسلمين .
واختفت الصور المشرقة والمضيئة للصحابة والتابعين والصالحين من أسلاف الأمة المحمدية الخالدة عند هؤلاء المساكين من شباب هذا العصر المتأخر المدعي الحضارة . تشوهت صورة هارون الرشيد ، وطارق بن زياد ، وخالد بن الوليد ، وعمر بن عبد العزيز .
فأصبح الاعلام الضال المعاصر يكاد لا يخلو من الكذب والتأويل على العلماء والمجاهدين وأمراء المسلمين ، فالإمام ( فلان ) لا بد أن يعشق في الفلم أو المسلسل وإلا فما الفائدة من الجنس الناعم في الفلم أو ما يسمى البطلة ؟!
أما عن الغرائز والمشاعر فحدث ولا حرج ، فلقد ساهمت وسائل الاعلام مساهمة خطيرة في استثارة غريزة الجنس والغرائز الشهوانية لدى الشباب عامة والمراهق منهم خاصة . ولم تدع وسيلة شيطانية إلا وأتت بها لتصب الزيت على موقد الغريزة الغائرة عند الشباب عن طريق الأفلام الساقطة والمشاهد المتلهبة والقصص الغرامية الكاذبة ، التي لا تكاد تخلو منها البرامج التي تعرض عبر تلك الشاشة الهدامة والآلة المفسدة ، حتى نشرة الاخبار الاقتصادية ( أصبحت المذيعة شبه عارية لأنها تتكلم عن سعر ارتفاع برميل النفط فالجو حار والحرارة بإرتفاع / أما بالنسبة لمذيعة الاخبار الرياضية فهي أشد عُرِيًّا فهي لا تكاد ترتدي شيئاً لأنها تتكلم عن السباحة والبليه ... ) وكذلك أصبحن النساء اللواتي يواظبنَ على مشاهدة المفسديون يتمنيّنَ أن يشاهدن مذيع
ومما يحيرني ويشغلني كثيراً ، هل حرية المرأة تتمثل بظهورها شبه عارية في دعاية الرجال ؟! فما شأن المرأة بالدعاية التي تسوق ملابس الرجال ، بل ما شأنها بالدعاية التي تتعلق بأحذية الرجال !! أليس هذا دليل على إهانتها وعدم احترامها وقلة شأنها لدى أدعياء الحرية المقيدة بالانحطاط !!
ولا تقف مشاكل المفسديون الى هذا الحد ، بل تمتد الى أن الفتاة لن تقبل بأي شاب يتقدم لخطبتها ! لأنها ترسم في مخيلتها الفقيرة للعفة فارس أحلامها التي رأته في ذلك المفسديون المضل ، وإن بدى لك أنها تزوجت من ذلك الشاب ، لا تلبث حتى تسمع أنها طالق بالثلاث ! لأن زوجها المسكين لمّا عاد إلى منزله رأى ( القبلّة ) على شاشة المفسديون !
ومما زاد الطين بِلة ، والجرح إيلاماً أن تجد الأب يوافق أبنائه الرأي والمشورة !! فيصور له شيطانه أن ذلك من باب الحضارة والتقدم والتماشي مع العصر ! فلم يلبث طويلاً ذلك الأب المخدوع حتى رأى ما لم يكن يتوخاه " الولد يعاشر أخته ... " [1] هذا ( بما قدمت يداك وأن الله ليس بظلام للعبيد ) [2] . وأنهي هذا الموضوع أن الاعلام من أخطر الوسائل وأكثرها اسهاماً في تضليل الشباب وتدمير حياتهم الدينية والدنيوية ، اذا لم يخضع للرقابة والمتابعة والحذر ممن يقوم به ويعده ويخرجه ... والعكس صحيح [3].


[1] إقرأ الدرة العاشرة (الطبق المشؤوم ماذا فعل )
[2] سورة الحج ، آية (10)
[3] حبذا لو تقرأ كتاب ( المتهم الأول ) للشيخ وحيد عبد السلام بالي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اترك رايك

اتصل بنا

foxyform