ومن آثار خيانة النقل ظهور أنواع الانحرافات في صفوف الشباب بسبب مشاهدة
فيلم أو تمثيلية ؛ حيث أن المادة المقدمة لا تميز بين جرائم القتل و الاغتصاب و
السرقة و المخدرات ،وبين المواد القليلة المتصلة بالنواحي العلمية . كما أن الصلة
مفقودة بين أجهزة الإعلام و التربية .
وبالطبع ستكون أحلام الشباب متناسبة مع أفكارهم الجديدة وأقصى ما يتمنوه
الآن أن يكونوا مثل من يقتدون بهم ، فلو سألت شاباً عن أحلامه وطموحاته لن يكون
غريباً أن تكون اجابته : أتمنى أن يصبح مثل ( ذلك المغني الساقط ، أو الممثل الفاجر
، أو ...) بل ، حتى الشخصيات التاريخية الواجب الاقتداء بها في نظره أصبحت شخصيات
كافرة أو فاسقة ، أمثال : بونابرت ، تشرشل ، هتلر ... وغيرهم ممن كانوا ألدّ أعداء
الاسلام والمسلمين .
واختفت الصور
المشرقة والمضيئة للصحابة والتابعين والصالحين من أسلاف الأمة المحمدية الخالدة عند
هؤلاء المساكين من شباب هذا العصر المتأخر المدعي الحضارة . تشوهت صورة هارون
الرشيد ، وطارق بن زياد ، وخالد بن الوليد ، وعمر بن عبد العزيز
.
فأصبح الاعلام الضال المعاصر يكاد لا يخلو من الكذب والتأويل على
العلماء والمجاهدين وأمراء المسلمين ، فالإمام ( فلان ) لا بد أن يعشق في الفلم أو
المسلسل وإلا فما الفائدة من الجنس الناعم في الفلم أو ما يسمى البطلة ؟!
أما عن الغرائز والمشاعر فحدث ولا حرج ، فلقد ساهمت وسائل الاعلام
مساهمة خطيرة في استثارة غريزة الجنس والغرائز الشهوانية لدى الشباب عامة والمراهق
منهم خاصة . ولم تدع وسيلة شيطانية إلا وأتت بها لتصب الزيت على موقد الغريزة
الغائرة عند الشباب عن طريق الأفلام الساقطة والمشاهد المتلهبة والقصص الغرامية
الكاذبة ، التي لا تكاد تخلو منها البرامج التي تعرض عبر تلك الشاشة الهدامة والآلة
المفسدة ، حتى نشرة الاخبار الاقتصادية ( أصبحت المذيعة شبه عارية لأنها تتكلم عن
سعر ارتفاع برميل النفط فالجو حار والحرارة بإرتفاع / أما بالنسبة لمذيعة الاخبار
الرياضية فهي أشد عُرِيًّا فهي لا تكاد ترتدي شيئاً لأنها تتكلم عن السباحة والبليه
... ) وكذلك أصبحن النساء اللواتي يواظبنَ على مشاهدة المفسديون يتمنيّنَ أن يشاهدن
مذيع
ومما يحيرني
ويشغلني كثيراً ، هل حرية المرأة تتمثل بظهورها شبه عارية في دعاية الرجال ؟! فما
شأن المرأة بالدعاية التي تسوق ملابس الرجال ، بل ما شأنها بالدعاية التي تتعلق
بأحذية الرجال !! أليس هذا دليل على إهانتها وعدم احترامها وقلة شأنها لدى أدعياء
الحرية المقيدة بالانحطاط !!
ولا تقف مشاكل المفسديون الى هذا الحد ، بل تمتد الى أن الفتاة لن تقبل
بأي شاب يتقدم لخطبتها ! لأنها ترسم في مخيلتها الفقيرة للعفة فارس أحلامها التي
رأته في ذلك المفسديون المضل ، وإن بدى لك أنها تزوجت من ذلك الشاب ، لا تلبث حتى
تسمع أنها طالق بالثلاث ! لأن زوجها المسكين لمّا عاد إلى منزله رأى ( القبلّة )
على شاشة المفسديون !
ومما زاد
الطين بِلة ، والجرح إيلاماً أن تجد الأب يوافق أبنائه الرأي والمشورة !! فيصور له
شيطانه أن ذلك من باب الحضارة والتقدم والتماشي مع العصر ! فلم يلبث طويلاً ذلك
الأب المخدوع حتى رأى ما لم يكن يتوخاه " الولد يعاشر أخته ... " [1] هذا ( بما قدمت يداك وأن الله ليس بظلام للعبيد
) [2]
. وأنهي هذا الموضوع أن الاعلام من أخطر الوسائل وأكثرها اسهاماً في تضليل الشباب
وتدمير حياتهم الدينية والدنيوية ، اذا لم يخضع للرقابة والمتابعة والحذر ممن يقوم
به ويعده ويخرجه ... والعكس صحيح [3].
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اترك رايك