أخي الحبيب - أعرني أذنك لتصغي إلي، وأطلق بصرك لتقرأ ما كتبت يدي، واجعل قلبك حَكَماً عليّ، أنصحتُك كما ينبغي أم ما زلتَ مُصراً على أن تكون ممن: ( وإني كلما دعوتهم لتغفر لهم جعلوا أصابعهم في آذانهم واستغشوا ثيابهم وأصروا واستكبروا استكباراً )[1] .
أخي سنواجه أقوى الذنوب وأشد المعاصي فتكا بالشباب، إن لم تكن بالشعوب
كافة، هذا الذنب الذي تفشى في الشباب الذين انتسبوا للإسلام فلا يحملون إلا اسمَه،
ولا يعرفون منه إلا رسمه !! وذلك ليس بقصد
منهم، لأن بذرة الخير والإصلاح فيهم موجودة، وفكرة التوحيد عندهم محفوظة، بل لأنهم
يتبعون السراب الذي أوجده مُحاربو هذه الفئة المنشودة ،،، فأوهموهم بأن الشاب في
الجامعة أو الكلية لا تكمن رجولته إلا بملاحقة الفتيات! والتلاعب بعواطفهن، ونهب
أعز ما يملكن، ثم تركهن يعانين الفضيحة والعار وحدهنّ، ظانّين أن الله يغفل عما
يعمل الظالمون .
إياكَ ثم
إياكَ
إذا كنت
مؤمناً حقاً ومسلماً ملتزماً أحكام دينك ، إسأل نفسك سؤالاً ، هل أرضى هذا لفتاة
يتعلق شرفها بشرفي ؟! إذناً لِمَ ترضاه لبنات المسلمين؟!
جاء شاب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إئذن لي في
الزنا !! فقال صلى الله عليه وسلم ( أتحبه لأمك ،لأبنتك ، لزوجتك ، لعمتك ، لخالتك
، وكان يقول – الشاب – لا والله يارسول الله جعلني الله فداك . فقال صلى الله عليه
وسلم : ولا الناس يحبونه لبناتهم وأخواتهم وعماتهم وخالاتهم ...)[2]
أخي المسلم ،
كن رجلاً حقيقياً، تأبى بأن تكون ذَكراً فقط! يا من يغار على محارمه وشرفه، يا من
يخاف الله عز وجل، اعلم أن الفتاة التي انصاعت لما تقوله لها، ورقّ قلبها لكلماتك
الملسونة؛ التي تحمل في طيّاتها الحسرة لك ولها في الدنيا والآخرة؛ لدليل واضح على
ضعف إيمانكم بالله سبحانه وتعالى، فيا من تبني تلك العلاقات لتهدم بها عائلات، أقول
لك كما قال أحدهم :
وما من ظالم إلا سيُبلى بأظلمِ
|
وما من يدٍ إلا يدُ الله
فــوقها
|
أخي الحبيب - دعنا من الخجل ولنتـناصح بصراحة ! فالصراحة راحة ، وما
أروعها من لحظة عندما نتذاكر بالله وفي الله ، ومن اجل الله ، وما أجملها من وقفة
تلك التي نقف بها لنفتح أبواب المحبة والأخوة في الله .
أخي في الله
- كما أحببتك في الله، وأحببت لك الخير والنجاة، وأحببتُ لك الطمأنينة في النفس
والقلب والوجدان، أليس مصداق الحب أن يريد المحب الخير لحبيبه، وأن يظفر بما ظفر
به، من أجل ذلك لنفتح قلوبنا ونتحدث بصراحة والله إني أحرصُ عليك كما أحرص على نفسي
مصداقاً لقوله صلى الله عليه وسلم ( والله لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب نفسه
) فاسمح لي أن أتحدث معك بصراحة بالدرة الخامسة ،،،
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اترك رايك