مدونة ابواب الخير ترحب بكم

27‏/08‏/2013

الدرة العاشرة التقليد الأعمى والتعصب المُضلّ

إن ظاهرة التعصب " تمثل انحرافاً مَرَضيّاً، حينما لا تكون ذات مضمون ديني وأخلاقي كريم.. كالانتصار للحق ، وحينئذٍ يصبح الانتصار للحق بالحق ولا يُسمى تعصباً.. والتعصب أحد فروع الأنانية الفردية أو الجماعية، مثل الانسان الظالم لنفسه ينصره هواه وشهوته وظلمه وجماعته وزعيمه وإمامه بالباطل ويقاتل من أجلها أصحاب الحق. ومع الأسف قد نجد هذا التعصب موجوداً عند معظم الفرق والطوائف والأحزاب والجماعات بشكل عام والإسلامية منها بشكل خاص، حتى عند بعض العلماء منهم ـ سامحهم الله وهداهم "[1].
لذا أخاطب فيكم ضمائركم الطاهرة يا شباب الجامعات، فأنتم في مركز رفيع، وأصبحتم تملكون من العلم ما لم يملكه غيركم . أخاطبكم لأني أعلم أنكم على قدر المسؤولية، كيف لا .. وأنتم جيل المستقبل وحملة العلم والمعرفة، أخاطبكم بلسانٍ صادق وقلب مُحب.. لنبدأ العمل كلٌّ من مكانه ( ولتكن منكم أمة يدعون الى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون ).
عقل يفكر في الامور فيحسمُ
من أنت يا هذا أمالك في الورى
أنا مؤمن بمبادئي أنـا مسلمُ
إني لأرجـو أن أراك مزمجـراً
علمي دليلـي والعزيمة سلمُ
قد قمت أرقى في مدارج عزتي
عنا رواها الآخرون وترجموا
لغة البطولة من خصائص أمتي
ان العقـيدة قـوةٌ لا تهـزمُ
ذهـب الرقاد فحدثي يـا همتي
كونوا على حذر قبل الإقدام على التقليد والتعصب لفرد أو فريق أو حزب.. ضعوهم في ميزان الحق ، فإن كانوا مع الحق فكونوا معهم وسدّد الله خطاكم وبارك فيكم. فنِعمَ الصحبة هم حينها ، وأي قدوة أفضل لكَ من سيد البشرية وخاتم المرسلين محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضوان الله عليهم والسلف الصالح ، بئس الرجل أنتَ حينئذٍ إن لم تكن على نهجه وسنته وارشاداته النبوية المضيئة في ظلام هذا الزمن الدابس ، وحيرة هذه الجموع الكاسدة التائهة ، التي تبحث عن السعادة في المهلكات والمحرمات ، بئس القدوة التي تحيد عن كتاب الله ونهج وتعاليم نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ونهج السلف الصالح ..[2] ، ويقول أسد السنة الهُمام أن ( أصول الدعوة السلفية قائمة على ثلاث دعائم : القرآن الكريم والسنة الصحيحة ، وفهمهما على منهج السلف الصالح من الصحابة والتابعين وأتباعهم . وسبب ضلال الفرق كلّها – قديماً وحديثاً – هو عدم التمسّك بالداعمة الثالثة )[3] وأما شيخ الإسلام وفقيه زمانه يقول ( ومن أراد صلاح المجتمع الإسلامي أو الجتمعات الأخرى في هذه الدنيا بغير الطريق والوسائل والعوامل التي صلح بها الأولون ، فقد غلط ، وقال غير الحق )[4]
فيا أخي الحبيب.. كُن مع الله يكن الله معك . فلا تعتبر كل من يخالفك الرأي خصماً لك. وكل من يوافقك الرأي صديقاً لك. فقد يكون المخالف لك من أكثر الناس حرصاً وحفاظاً على مصلحتك. وفي المقابل قد يكون الموافق لك من أكثر الناس عداوةً وحرصاً على توريطك ... ( ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويُشهد الله على ما في قلبه وهو ألد‍ّ الخصام )[5].. واعلم أخي في الله أن من استعجل الشيء قبل أوانه عُوقب بحرمانه...


[1] بصائر المسلم المعاصر – الشيخ د. عبد الرحمن حنبكة الميداني
[2] فائدة : شروط العمل المتقبل عند الله عزوجل هي ( ان يكون خالصاً لله تعالى ، وأن يوافق نهج وسنة رسول الله ) وكثيراً منا اليوم يظن أنه يسير على منهاج سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وهم بعيدين عنه كبعد الثرى والثريا – والله المستعان .
[3] الشيخ العلامة المحدث محمد ناصر الدين الالباني - رحمه الله .
[4] الشيخ العلامة الفقيه عبد العزيز بن باز - رحمه الله .
[5] سورة البقرة الآية 204

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اترك رايك

اتصل بنا

foxyform