مدونة ابواب الخير ترحب بكم

17‏/08‏/2013

الدرة الأولى الصلاة الصلاة الصلاة


أخي الحبيب ، من الاعماق أهديك حديث الحب ، ومن الأخوة أهديك سلام الوّد ، ووالله إني أحمل لك كل معاني الاخوة الصادقة ، كيف لا ، والله يقول ( إنما المؤمنون أخوة ) فاذا ضاق الصدر ، وصعب الامر ، وكثر المكر ، واذا أظلمت في وجهك الايام ، واختلفت الليالي ، وتغير الاصحاب ، فعليك بالصلاة ....
أخي الحبيب ، لعل من الاصوات الجميلة التي تخرق أسماع آذاننا ذلك الصوت الهادئ العذب، وهو ينادي " حيّ على الصلاة ، حي ّعلى الفلاح " صوت يحمل في رياحه عبق الذكريات ، فكأنما بلال يحلق على استار الكعبة لينادي المسلمين الى الصلاة ...
أخي الحبيب ، هداك الله ، أليس لك في رسول الله أسوةً حسنة ؟ ألا تراه اذا صابه همّ أو ألمّ به تعب قال " أرحنا بها يا بلال " نعم فهو القائل صلى الله عليه وسلم " جعلت قرّة عيني في الصلاة " .
من أعظم النعم على المسلمين هذه الصلوات الخمس كل يوم وليلة ، فهي كفارة لذنوبنا ، ورفع لدرجتنا عند ربنا ، ثم انها علاج عظيم لمآسينا ودواء ناجع لأمراضنا ، ألا ترى هؤلاء الذين تركوا الصلاة كيف تسير حياتهم ؟! فهي من نكد الى نكد ، ومن همّ الى غمّ ، ومن شقاء الى شقاء ...( فتعساً لهم وأضل أعمالهم ) .
اعلم هداني الله واياك ، بقدر ايمانك قوةً وضعفاً ، حرارة وبرودةً ، تكون سعادتك وراحتك وطمأنينتك ... ( من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ، ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون ) ولا تكون الحياة الطيبة ، الى باستقرار النفوس بحسن موعود الله ، وثبات القلوب على حب الله ، وطهارة الضمائر من الانحراف والضلال ، والصبر امام الحوادث والكوارث ، ابتغاءً لوجه الله ، والرضى بالقضاء والقدر خيره وشره ، وبداية هذا كله الشهادتين ثم الصلاة ثم الزكاة ثم الصوم ثم الحج ....
فكانت الصلاة بحق عمود الدين " فمن أقامها أقام الدين " فحافظ عليها في وقتها فانها احب الاعمال الى الله تعالى ، وأول ما يسأل العبد عنها فان صلحت صلح سائر عمله وإلا فلا !! ومن حافظ عليها حفظه الله ، ومن ضيعها ضيعه الله ... وكما جاء في الحديث الصحيح أن أفضل الأعمال ( الصلاة على وقتها ، قيل ثم أي ؟ قال : بر الوالدين ، قيل ثم أي ؟ قال : الجهاد في سبيل الله ) .
فالصلاة من اكبر وسائل العون على تحصيل مصالح الدينا والآخرة ، ودفع مفاسدهما ،، فهي دافعة للظلم ، وناصرة للمظلوم ، وقامعتُ للشهوات ، وحافظة للنعمة ، ودافعة للنقمة ، ومنزلة للرحمة ، وكاشفة للغمة ... فلعمر الله هذا هو الحل لأزمات الناس ومشاكلهم وهو الشفاء لأمراضهم وعللهم ، لكن ( الناس سكارى وما هم بسكارى ) ولم يوفق اليه الا القليل ، نسأله تعالى ان نكون ممن وفق اليه .
اخي الحبيب ، لِمَ ترضَ لنفسك أن تكون في مواطن الشبهات ونقاط اختلاف العلماء ... فهذا يقول عنك ( كافر ) ودليله في ذلك " العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة ، فمن تركها فقد كفر " وآخر يفصل بالمسأله فإن تركها جحوداً ،،، أو تكاسلاً ... والكلام يطول !! [1]
فاحذر كل الحذر من التهاون فيها او تأخيرها عن وقتها أو تأديتها مجاملة أو خوفاً من أحد فهذا استهزاء بالله ، وخداعاً للنفس ، وقد قال تعالى ( فويل للمصلين ، الذين هم عن صلاتهم ساهون ) . هذا لمن أخرها ، فكيف بمن تركها ؟! فاتق الله ، عسى أن تتدارك منه رحمه ، وتنال منه مغفرة .
فهيا بنا سوياً الى رياض النعيم ، الى رب غفار رحيم ، هيا بنا الى مناجاة رب العرش العظيم ، فقم وتوضأ واذهب الى مصليك لتقف بين يديّ ( العزيز الغفار ، غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ، ذي الطول لا اله الا هو اليه المصير ) سورة غافر .


[1] وفي هذا تفصيل يطول ذكره ، ولكن المقصود أنك مسلم ، لهذا كان أولى بك ان تلتزم اركان دينك من الشهادة والصلاة والصيام والزكاة والحج اذا استطعت اليه سبيلا ... فان لم تلتزم هذه الاركان فماذا يعني كونك مسلماً ؟ وان لم تحتكم الى ما انزل الله وتسير على نهج نبيه محمد – صلى الله عليه وسلم . فيا أخي الحبيب ، لقد عرفت فالزم . يرحمني الله واياك .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اترك رايك

اتصل بنا

foxyform